الباحثة رقية شلبي
في حفل تخريح مهيب جرى هذا الأسبوع في جامعة مكغيل (McGill)في مونتريال –كندا، تمّ تكريم الباحثة رقيّة شلبي من إكسال لحصولها على درجة الماجستير بامتياز من قسم التربية في مجال اللغات الموروثة (Heritage Languages). وقد بدأت رقيّة شلبي مسيرتها الدراسية قبل ثلاث سنوات حين اختارت هي وعائلتها السفر إلى كندا من أجل مواصلة الدراسات العليا واختارت التخصص في اللغات الموروثة مع التشديد على العلاقة الوطيدة بين الحفاظ على اللغة الموروثة واكتساب لغات أخرى.
رقية شلبي من مواليد الناصرة، متزوّجة من إبراهيم شلبي من إكسال، وأمّ لأربعة أبناء بينهم توأمان. وتجدر الإشارة إلى أنّ زوجها المتخصّص في اللغة العربيّة يواصل دراساته العليا للحصول على الدكتوراة في قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة ذاتها. حصلت رقية شلبي على اللقب الأوّل في اللغة الإنجليزيّة واللغة العبريّة من جامعة حيفا، حيث كانت متفوّقة في تحصيلها، ونالت شهادة التدريس في اللغة الإنجليزية من نفس الجامعة، وعملت في تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الثانوية. وقد حالت التزاماتها العائلية وانشغالها في العمل وتربية أولادها بينها وبين مواصلة الدراسة مباشرة. ولكنّها أصرّت على تحقيق حلمها ومواصلة الدراسات العليا، وفي خطوة جريئة، وبدعم من زوجها وعائلتيهما، قررت هي وزوجها السفر رفقة أبنائهما إلى كندا لمواصلة الدراسة، حيث وقع اختيارهما على جامعة مكغيل كونها الجامعة الأولى في كندا وإحدى أعرق الجامعات في العالم، وتعتبر في طليعة الجامعات التي تقود الأبحاث العلمية في مختلف المجالات على مستوى العالم كلّه.
وتستعد الباحثة الآن لمواصلة الدراسة للحصول على درجة الدكتوراة من نفس الجامعة، حيث ترى أن بحث العلاقة والارتباط بين الحفاظ على اللغات الموروثة واكتساب اللغات الأخرى، وبالأخصّ في المجتمعات المتعدّدة الثقافات واللّغات، أو تلك التي تحوي عددا كبيرا من المهاجرين، لا يزال حقلا خصبا للدراسة والبحث في جوانب عديدة. وتحاول الباحثة الاستفادة من تجربتها في تدريس اللغة الانجليزية كلغة ثانية وثالثة وتوظيف خبرتها في هذا المجال لاكتساب خبرات جديدة تستند إلى حقائق علمية تساهم في جعل عملية التدريس واكتساب اللغات أكثر فائدة ونجاعة.
وتمثّل رقية شلبي نموذجا لبناتنا العربيات الفلسطينيات الرائدات اللاتي نفخر بهنّ دوما، حيث نجحت في مواصلة الدراسة والسعي لتحقيق حلمها دون المسّ بواجبات الأمومة والبيت. وقد قدّمت رفقةَ زوجها تضحيات جمّة، لكنّ العوائق لم تثنها ولم تنل من عزيمتها، وهي ترى في الغربة والابتعاد عن العائلة ثمنا زهيدا في سبيل الدراسة رغم ما به من اشتياق وحنين. وهي تهدي نجاحها وتفوّقها لزوجها وأبنائها الذين يرافقونها ويقدّمون لها الدعم المتواصل، وكذلك لعائلتها ولعائلة زوجها، حيث أبدى الجميع تفهّمهم وقدّموا الدعم المتواصل لها ولزوجها وأبنائهما.
ونحن بدورنا نبارك للسيّدة رقيّة شلبي ونفخر بإنجازها، ونتمنّى لها المزيد من التفوّق والنجاح، ويحدونا الأمل في أنّ نرى المزيد من بنات مجتمعنا يسرن في طريق العلم والنجاح.