الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 14:02

قراءة على ضوء التطورات الامنية الداخلية!!/ أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 01/11/13 07:38,  حُتلن: 08:01

محمد خليل مصلح في مقاله:

القرار بنشر القبة الحديدية في النقب للتعويض عن الجنود تطبيقا لما قيل بالاعتماد على الوسائل التكنولوجية والرقابة الالكترونية والدفاعات المتطورة مثل القبة الحديدية يستلزم ضخ مزيد من الاموال لميزانية الحرب

التضخيم الاعلامي والنشر للقبة الحديدية يجب ألا يفسر من زاوية واحدة وألا نستبعد أي احتمال آخر فالأمر مرتبط بالعوامل الداخلية اكثر منها خارجية وتنازع الاطراف داخل الحكومة او المعارضة والائتلاف الحكومي لدولة الاحتلال 

الاستغلال الداخلي واضح جدا لسلسلة الأحداث الأخيرة التي مست بأمن دولة الاحتلال لكن هذا لا يسقط الاحتمال أن بعد هذه الضجة الاعلامية والتحريض على قطاع غزة للأسباب والعوامل المحفزة للهجوم

بعد أن قدمت اسرائيل شكوى الى مجلس الامن الدولي حول اطلاق القذائف الصاروخية صباح امس من قطاع غزة على اراضيها والذي جاء بعد الحملة الاعلامية الضخمة اثر اكتشاف النفق منطقة خانيونس وزيارة السفير الامريكي وتكرار الزيارة من وزير الحرب وسياسيين اسرائيليين في استثمار واضح من الاطراف الامنية العسكرية المعنية والتي يبدو انها في الاساس معركة داخلية بين وزارة الحرب الاسرائيلي ووزارة المالية ضد التقليصات المنوي فرضها على ميزانية وزارة الحرب حيث "عقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزيريْ الحرب والمالية موشيه يعالون ويائير لابيد اجتماعا مقلصا بحضور طواقم مهنية لبحث مطالبة الدوائر الامنية بزيادة ميزانية الدفاع بمبلغ يزيد عن اربع مليارات شيكل"، ولكن في خطوة استباقية ورسالة واضحة جدا تستثير الرأي العام الاسرائيلي من موشيه يعالون وزير الحرب استغلال الوضع الداخلي بعد ان حذر وزير المالية من " ان اي زيادة في ميزانية الدفاع بأنها ستأتي على حساب الاعتمادات المخصصة للأغراض المدنية وقال إنه يتعين على الدوائر الأمنية التقيد بالميزانية المحددة لها ضمن مشروع التقليصات في ميزانية الدولة الذي جرى اعتماده قبل عدة أشهر".

حيث سبق وأن اتخذ المستويين السياسي والعسكري قرارا بوقف عمل أو سحب دوريات الحراسة من غلاف قطاع غزة والجنوب اللبناني كان اليوم القرار بنشر القبة الحديدية في النقب للتعويض عن الجنود تطبيقا لما قيل بالاعتماد على الوسائل التكنولوجية والرقابة الالكترونية والدفاعات المتطورة مثل القبة الحديدية وهذا يستلزم ضخ مزيد من الاموال لميزانية الحرب بخلاف ما يطالب به وزير المالية ؛ خاصة بعد النجاح الموهوم للقبة الحديدية في الحرب الاخيرة، وأخيرا اسقاط صاروخ من الصواريخ الثلاث التي تم اطلاقهم من القطاع كما قيل ؛ تحسبا لتعرض المنطقة لاعتداءات بالقذائف الصاروخية من جهة قطاع غزة.

تضخيم الاحداث
هذا التضخيم الاعلامي والنشر للقبة الحديدية يجب ألا يفسر من زاوية واحدة وألا نستبعد أي احتمال آخر؛ فالأمر مرتبط بالعوامل الداخلية اكثر منها خارجية وتنازع الاطراف داخل الحكومة او المعارضة والائتلاف الحكومي لدولة الاحتلال واضح جدا منه؛ التوظيف الداخلي للعسكريين والأمنيين اذ يحاولون تضخيم الاحداث للضغط على نتنياهو ووزارة المالية بعدم تقليص ميزانية الحرب من جهة وفي نفس الوقت تهيئة الرأي العام الداخلي والدولي لأي خطوة تصعيديه اتجاه قطاع غزة ؛ على احتمال الحاجة لضرب المقاومة للقضاء على المخزون العسكري في ظل التعقيدات على الجانب المصري ؛ التي ستحد ان لم تمنع تعويض المخزون العسكري للمقاومة ، وثانيا الضغط على ابو مازن وإحراجه في خطوة تشجع دحلان على الفوضى الذي يحدثها اليوم داخل فتح والساحة الفلسطينية ، ولإرباك الساحة الداخلية سواء في الضفة او القطاع ، وللحيلولة دون نشوء انتفاضة ثالثة بسبب فشل المفاوضات؛ والفرضية القائمة ان الجيش الاسرائيلي والمستوى السياسي يفكر بضربة وقائية استباقية تحافظ على نتائج استطلاعات الرأي؛ خاصة التي حققها الجيش والمنظومة الامنية اذ اتضح ان ثقة الجمهور الاسرائيلي في الجيش اكثر منها بكثير في الاحزاب مع ما ظهر من موافقة وثقة بأداء رئيس الحكومة نتنياهو كلا الطرفين في اسرائيل بحاجة الى تعزيز هذا الانجاز وان تطلب ذلك ضربة وقائية لقطاع غزة يعزز ذلك سحب الجنود والحراسة من حول قطاع غزة تحريض المجتمع الدولي ضد القطاع ؛ مندوب اسرائيل الدائم الى الامم المتحدة رون بروس أور يقدم شكوى الى السكرتير العام للمنظمة الدولية والى مجلس الامن الدولي حول اطلاق القذائف الصاروخية صباح امس من قطاع غزة على الاراضي الاسرائيلية ، و تفعيل القبة الحديدية ؛ والخوف من محاولات خطف الجنود التي لو حدثت ستكون نهاية نتنياهو السياسية وسقوط حكومته وضربة للمستوى العسكري ومنظومة الامن الاسرائيلي.

تحريض
الاستغلال الداخلي واضح جدا لسلسلة الأحداث الأخيرة التي مست بأمن دولة الاحتلال لكن هذا لا يسقط الاحتمال أن بعد هذه الضجة الاعلامية والتحريض على قطاع غزة للأسباب والعوامل المحفزة للهجوم؛ حيث عاد الحصار بعد اكتشاف النفق واستغل لوقف تزويد القطاع بمواد البناء؛ المندوب الاسرائيلي حماس تستخدم مواد البناء التي تسمح اسرائيل بإدخالها الى القطاع لبناء انفاق بهدف ارتكاب اعتداءات " ارهابية " في ظل حسب قول المصدر العسكري ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني لا يعلقان امالا كبيرة على نجاح تلك المفاوضات وانه يستبعد انتفاضة ثالثة فالخيار القائم لإشغال المنطقة والعالم وصدمة فشل الانتفاضة القيام بضربة عسكرية للقطاع بعد ان سجل خلال الاسابيع الاخيرة سلسلة حوادث امنية خطيرة في الضفة الغربية مما يشكل تصعيدا امنيا ملحوظا والطرفين السلطة وإسرائيل تتهم المقاومة وقطاع غزة بالوقوف وراء ذلك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة