الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 18:01

نحن عربٌ... اخشونا!!/ بقلم: مارون سامي عزّام

مارون سامي عزّام
نُشر: 27/02/20 11:28,  حُتلن: 14:06

هناك أغنية قديمة صدرت اعتقد في بداية سنوات الألفين، اسمها "عربي أنا اخشيني" للفنّان اللبناني الملتزم يوري مرقّدي... وتناولت موضوع الحب حسبما أذكُر، ولاقت حينها نجاحًا كبيرًا، للحنها الإيقاعي الجميل، ولكلماتها الفصحى البسيطة، ممّا جعلها مميّزة، اليوم نجد الدّولة تتميّز بل تتغنّى على مدار السّنة بالعنصريّة السّياسيّة، والتي صارت "صرعة" نتنياهو، لدرجة أنه يتباهى بها يوميًّا بأفلامه الدّعائيّة القصيرة، الإيقاعيّة التوجيهيَّة، تتناغم وَفقَ أدائه الخطابي الذي يبرع به، يراقص الكلمات بلغة جسده الديماغوجية، التي تعلّمها في دولته الثّانية أمريكا!!
أقول لمروّجي العنصريّة في إسرائيل بصيغة الجمع: "نحن عرب اخشونا!!"، أي نعَم، هذا كلّه بفضل الفنّان السياسي الأول في الدّولة، وصاحب مقهى التحريض الرسمي، نتنياهو، المليء بكافة أدوات الأكاذيب والافتراءات الخاصّة به، الضّرورية لعمله الإعلامي اليومي، هذه الأدوات تجدونها على طاولات هوسه، يجلس حولها مجموعة بائسة من داعميه!!
نتنياهو يعتقد أن تهويله الإعلامي المصوّر ضد العرب، عبر صفحته على الفيسبوك، سيوقظ مصوّتي الليكود من سبات لا مبالاتهم، لرُبّما ينجح بصَد سيول المصوّتين، التي ستصُب في صناديق الاقتراع للمشتركة بعد عدّة أيّام، ولكن هيهات... فقيادة القائمة المشتركة، الرّسميّة والميدانيّة ونشطائها يدركون تمامًا أنه محاصر بثلاثة ملفّات جنائيّة كبيرة، يحاول إيجاد أي مَنْفَذ دعائي قذِر، بواسطة نشره لفيروس العنصريّة الفتّاك بين قطاعات الشّعب، مع أنه الآن يحتضر سياسيًّا على كافّة المستويات، ولو فاز في هذه الانتخابات، فغمام التُّهم والرشاوى والفساد السياسي، سيبقى مخيّمًا فوق رأسه كاللعنة، ليُمطره في المحكمة المرتقبة، بزخّات من الدلائل والشّهود والشهادات الدّامغة، والتي يحاول نتنياهو دحضها.
إن حالات هلع نتنياهو من قرع طبل الصّوت العربي، باتت مستديمة، لكثرة ما كرّر اسم أحمد الطيبي في دعاياته وتصريحاته، فإنه بات يعاني من مرض "طيبي فوبيا"، ومركّبات القائمة المشتركة، بنظَر نتنياهو هي خلايا برلمانيّة سرطانيّة شرسة، ستقضي على قدرته الفائقة بتركيب قِطَع لوحة حكومته القادمة! بربّكم هذا غير كافٍ لتخشونا؟!!
اخشونا فهذا يليق بكم، وبالشخصيّات العنصريّة، التي تهذي بنا دون توقّف، والتي أصبحت ضيفةً "مطلوبة" في الإعلام الإسرائيلي... في الانتخابات الأخيرة استخدم حزب الليكود آلات التصوير، ليُبعدنا عن صناديق الحسم، وفشل في ذلك، لأنّنا لم نخَف من ممارسة حقّنا الديموقراطي، لا نهاب التعبير عن رأينا، فقوّتنا تنبع من تحطيم إطار الخنوع لإملاءات السلطة العليَا، كما كانت المؤسّسة الحاكمة تفعل بالعرب في الماضي.
تحلم يا نتنياهو، بل تتمنّى أن نضع على أفواهنا كمّامات المقاطعة، لتزول عنكَ حمّى خوفكَ من فقدان السُّلطة، فهذه المرّة عليكَ أن ترتعِد أنتَ وطاقمك الاستيطاني اليميني من تورنادو المصوّتين العرب الذي سيجتاح مراكز الاقتراع، رغم المخاوف من فيروس الكورونا!!
اليوم نقول لنتنياهو، حقًّا عليك أن تخاف منّا، لأنّنا قوّة مؤثرة على سير الحياة السّياسيّة في الدّولة... لأنّنا ركن أساسي في أي تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين... لأن أقليّتنا متكاتفة أكثر... فَهِمت لعبة تحايلكم على أبسط حقوقنا... عرفت مدى استخفافكم بوجودنا الذي تريدونه اليوم علنًا، خارج دائرة العيش المشترك، من خلال تشريع العنصرية، وجعلها رسميّةً!! والتفرقة جعلتموها بيننا وبينكم حاجزًا لغويًّا، من خلال قانون يهوديّة الدّولة، فكل هذه السّياسات المقيتة، سنستمر بمقاومتها بوحدتنا البرلمانيّة، فلذلك من الأفضل لكم أن تخشونا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة